e-περιοδικό της Ενορίας Μπανάτου εν Ζακύνθω. Ιδιοκτήτης: Πρωτοπρεσβύτερος του Οικουμενικού Θρόνου Παναγιώτης Καποδίστριας (pakapodistrias@gmail.com), υπεύθυνος Γραφείου Τύπου Ι. Μητροπόλεως Ζακύνθου. Οι δημοσιογράφοι δύνανται να αντλούν στοιχεία, αφορώντα σε εκκλησιαστικά δρώμενα της Ζακύνθου, με αναφορά του συνδέσμου των αναδημοσιευόμενων. Η πνευματική ιδιοκτησία προστατεύεται από τον νόμο 2121/1993 και την Διεθνή Σύμβαση της Βέρνης, κυρωμένη από τον νόμο 100/1975.

Τα νεότερα στα θεματικά ένθετα

Κυριακή 29 Ιουνίου 2025

الضالّ بولس ومفجر دمشق الانتحاري

بقلم الأب باناجيوتيس كابوديسترياس

تظل دمشق مكانًا ثقيلاً، مشحونًا من كل الجهات: اجتماعيًا، سياسيًا، دينيًا، عسكريًا، وغيرها. لقد سار فيها منذ قرون رجس المسيحيين، اليهودي المتعصب شاول، “حاملًا رسائل إلى المجامع” (أعمال الرسل ٩:٢)، مصممًا على اقتياد تلاميذ يسوع مكبّلين إلى أورشليم. كان لديه حماس وعزيمة وثقة دينية. وكان يعتقد أنه يُخدّم الله...

في نفس المدينة، قبل أيام قليلة (٢٢ يونيو ٢٠٢٥)، دخل رجل محمّل بالمتفجرات إلى الكنيسة الأرثوذكسية للنبي إيليا. تسبب عمل هذا انتحاري كاماكا زي في رعب وحزن. فقد كان دخوله إلى الكنيسة فعل عنف و قتل، دون أي حوار أو مواجهة.

أمّا شاول، فقبل وصوله إلى هدفه، أحاط به نورٌ وسمع صوتًا: “شاول، شاول، لماذا تضطهدني؟” (أعمال الرسل ٩:٤). لقد تلقّى كلامًا من فوق، كلامًا كان يعرف هويّته ويهتمّ بتغيير مسار حياته. فعمى، وخرس، وقادته تلك الدعوة نحو التحوّل!

أما منفذ عملية انتحارية عام ٢٠٢٥، فقد سار في نفس المدينة وخلق دمارًا، لكنه تحرك في صمت، بلا كلمة، بلا تواصل... لقد أغلقت سرعة فعله كل قنوات التواصل أو إمكانيات العلاقة. لا نظرة، ولا صوت، ولا حوار... فحسب، الدم كان في كل مكان...

المسيحية تذكّر بولس الرسول العظيم، وأيضًا الرجل الذي تغيّر بفضل دعوة شخصية تلقّاها، دعوة جرت باسمه. واليُسُقُطُسُ الكلّيُّ ذهب إلى أنه المسيح لا يخاطب الجموع، بل الأشخاص؛ إن عبارة “شاول، شاول” تُظهر رعاية الله الشخصيّة وقيمة حتى من يضطهد.

لم ترتبط فعل اليوم بانتحاري مع أي كلام كهذا. لا دعوة قبلها وصلت إليه. كانت أذناه موصدة، وكأن العيوب التي تعويه من أن يرى حتى ذرة من النور... كان مسار حياته مكتوبًا مسبقًا، تنفّذ عمله بدقّة، بلا تردّد أو تأجيل، بلا من فكّر أن يكشف له إمكانيّة أخرى، أو وجهة نظر أخرى... كل شيء قد وقعت في داخل الكنيسة بتعصب، أو بصقّة: بفتاكة...

المسيحية، بالرغم من حدادها، تبقي السؤال حيًا: من اليوم يسيرون نحو أعمال الدمار، ولا سيما الجماعية منها، دون أن يسمعوا حتى يومًا كلمة حقيقيّة من الله تكون لطيفة ومحبة؟ ومن يعيش دون أن يراه أحد كصورة الله، دون صوت دعوة يُخصّه؟ الإجابات موجودة ومعروفة جيدًا: التعصّب شديد الحماسة ينشر الموت، وبالذات قتل الأبرياء...

يكشفُ لنا حياة بولس أنّ حتى أشدّ الخطوات قسوة يمكن أن تُوقَف بصوت (من الأعلى؟؟) يتكلّم الحقيقة بلطف ونور، بمواساة وتفاهم وقبول الآخر. ونحن جميعًا مُلزمون بالعمل من أجل أيام أفضل، من أجل علاقات أفضل بين الشعوب ومعتقداته بغير تعصّب أو تطرف!

Δεν υπάρχουν σχόλια: